تنبع أهمية العبادة من كونها الغاية التي خلق الله الخلق لأجلها، قال تعالى: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }(الذاريات: 56) ولأجل تحقيق هذه الغاية واقعا في حياة الناس بعث اللهُ الرسل، قال تعالى:{ ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }(النحل:36) وقال تعالى:{ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } وقال صلى الله عليه وسلم: ( بعثت بالسيف بين يدى الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له ) رواه أحمد . وبالعبادة وصف الله ملائكته وأنبياءه، فقال تعالى:{ وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون }(الأنبياء: 19) وذم المستكبرين عنها بقوله: { إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين }(الأنبياء: 19) ونعت أهل جنته بالعبودية له، فقال سبحانه:{ عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا }(الإنسان:6) ونعت نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالعبودية له في أكمل أحواله، فقال في الإسراء:{ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا }(الإسراء: )، وقال في مقام الإيحاء: { فأوحى إلى عبده ما أوحى }( النجم:10) وقال في مقام الدعوة: { وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا الجن:19) وقال في التحدي: { وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله }( البقرة:23) فالدين كله داخل في العبادة وهي أشرف المقامات وأعلاها وبها نجاة العبد ورفعته في الدنيا والآخرة.
تعريف العبادة
لخص العلماء تعريف العبادة بقولهم: كل ما يحبه الله ويرضاه من الأفعال والأقوال الظاهرة والباطنة، فمثال الأفعال الظاهرة الصلاة، ومثال الأقوال الظاهرة التسبيح، ومثال الأقوال والأفعال الباطنة الإيمان بالله وخشيته والتوكل عليه، والحب والبغض في الله.
وأصل معنى العبادة مأخوذ من الذل، يقال طريق معبّدٌ إذا كان مذللا قد وطئته الأقدام، غير أن العبادة في الشرع لا تقتصر على معنى الذل فقط، بل تشمل معنى الحب أيضا، فهي تتضمن غاية الذل لله وغاية المحبة له، فيجب أن يكون الله أحبَّ إلى العبد من كل شيء، وأن يكون الله عنده أعظم من كل شيء .
شروط صحة العبادة
لصحة العبادة شرطان:
أحدهما: أن لا يعبد إلا الله، وهو الإخلاص الذي أمر الله به، ومعناه أن يقصد العبد بعبادته وجه الله سبحانه، قال تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة }(البينة:5). وقال صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) رواه مسلم وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " اللهم اجعل عملي كله صالحا، واجعله لوجهك خالصا، ولا تجعل لأحد فيه شيئا ".
والثاني: أن يعبد الله بما أمر وشرع لا بغير ذلك من الأهواء والبدع، قال تعالى: { أَم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله }(الشورى: 21)، وقال تعالى: { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }(الكهف:110) وقال صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) متفق عليه. وقال الفضيل بن عياض في قوله تعالى:{ ليبلوكم أيكم أحسن عملا }(هود: 7) قال أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال: العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا، والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة .
أقسام عبودية الناس لربهم :
الناس في عبوديتهم لربهم على قسمين:
القسم الأول عبودية قهر: وهذه لا يخرج منها أحد من مؤمن أو كافر، ومن بر أو فاجر، فالكل مربوب لله مقهور بحكمه خاضع لسلطانه، فما شاء الله كان وإن لم يشاؤوا وما شاؤوا إن لم يشاء لم يكن، كما قال تعالى:{ أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون }(آل عمران:33).
القسم الثاني عبودية تكليف: وهي عبودية شرعية دينية، وهي طاعة الله ورسوله، وهي التي يحبها الله ويرضاها، وبها وصف المصطفين من عباده، وهذه العبودية اختيارية من حيث القدر، فمن شاء آمن ومن شاء كفر، ومرد الجميع إلى الله تعالى ليحاسبهم على أعمالهم .
آثار العبادة على الخلق
لعبادة الله أعظم الأثر في صلاح الفرد والمجتمع والكون كله، فأما أثر العبادة على الكون وعلى البشرية عامة فهي سبب نظام الكون وصلاحه، وسبيل سعادة الإنسان ورفعته في الدنيا والآخرة، وكلما كان الناس أقرب إلى العبادة كان الكون أقرب إلى الصلاح، والعكس بالعكس، فإن انهمكوا في المعاصي والسيئات وتركوا الواجبات والطاعات كان ذلك مؤذنا بخراب الكون وزواله، ومن تأمل كيف أن القيامة لا تقوم إلا على شرار الخلق حين لا يقال في الكون كله " الله الله " علم صحة ما ذكرنا.
والعبادة هي الزمام الذي يكبح جماح النفس البشرية أن تلغ في شهواتها، وهي السبيل الذي يحجز البشرية عن التمرد على شرع الله تعالى، قال تعالى : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر }(العنكبوت:45) فالعبادة ضمانة أخرى من أن تنحرف البشرية في مهاوي الردى وطرق الضلال.
والعبادة سبب للرخاء الاقتصادي واستنزال رحمات الله وبركاته على البلاد والعباد، قال تعالى: { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض }( الأعراف:96).
هذا فيما يتعلق بآثار العبادة على الكون كله وعلى البشرية جمعاء، أما آثارها فيما يتعلق بالفرد فيمكن إيجاز ذلك في أمور:
الأمر الأول: طمأنينة القلب وراحته ورضاه، قال تعالى : { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب }(الرعد:28).
الأمر الثاني: نور الوجه، قال تعالى: { سيماهم في وجوههم من أثر السجود }(الفتح:29) وقال عن الكافرين:{ والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }(يونس:27).
الأمر الثالث: سعة الرزق والبركة فيه، ويدل على ذلك قصة أصحاب الجنة الذين بارك الله لهم في جنتهم في حياة والدهم بطاعته ورحمته بالفقراء، حتى إذا مات وورثوا الأرض من بعده عزموا على حرمان الفقراء، فأرسل الله على جنتهم صاعقة فجعلتها كالصريم محترقة سوداء كالليل البهيم، قال تعالى: { إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون }(القلم:17).
روح العبادة
لا يخفى أن العبادة روح ولب وعلاقة تواصل بين العبد وربه سبحانه، فإذا اقتصرت العبادة على الحركات، وتخلف عنها لبها وجوهرها من الخشوع والخضوع لله والذل والانكسار بين يديه، كان العبد مؤديا لصورة العبادة لا لحقيقتها، فشرود القلب وغفلته في أداءه للعبادة من أعظم الآفات التي تؤدي لعدم قبول العمل، ولتجاوز هذا ذكر العلماء أسبابا لبعث الروح في عباداتنا منها:
1- تحديث القلب وتذكيره بالتعبد لله سبحانه، وأن سعادته في إحسان عبادته لربه والقيام لله بحقه.
2- التهيؤ للعبادة والاستعداد لها، ويكون التهيؤ لكل عبادة بحسبه، فالتهيؤ للصلاة بالوضوء والحضور إلى المسجد مبكراً، قال سعيد بن المسيب رحمه الله: " ما دخل علي وقت صلاة إلا وقد أخذت أهبتها "، وقال ربيعة بن يزيد رحمه الله: " ما أذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد، إلا أن أكون مريضا أو مسافرا ".
3- الابتعاد عما يشوش القلب أثناء العبادة كالأصوات والزخارف ونحوها، فقد أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيته خميصة – ثوبا – له أعلام قائلا: ( ألهتني آنفا عن صلاتي ) متفق عليه .
4- الإقبال على العبادة بقلب فارغ من مشاغل الدنيا وملهياتها، ففي البخاري تعليقا عن أبي الدرداء رضي الله عنه: " من فقه المرء إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ " كل هذا من أجل أن ينخلع القلب من علائق الدنيا وينجذب إلى حقيقة العبادة، ويجتمع في قلب العبد وفكره ووجدانه الاتجاه إلى الله تعالى.
5- التنويع في أداء العبادة على جميع صفاتها الواردة حتى لا تتحول العبادة إلى حركات ديناميكية يفعلها العبد دون شعور بالفرق بين عبادة الأمس وعبادة اليوم، ولعل ذلك من حكم التنويع في صفات العبادات، فمن قرأ دعاء الاستفتاح في صلاة بصيغة فليقرأه في صلاة أخرى بصيغة أخرى من الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أ
والتنويع في صفات العباة بما يوافق السنة الصحيحة له أثر في طرد ما قد يطرأ على العبادة من صفة العادة والرتابة التي تضعف تأثير العبادة على القلب.
مواقف الناس في عبادتهم لربهم
ما من حسنة إلا وللشيطان فيها نزغتان، نزغة إلى إفراط ونزغة إلى تفريط، ودين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه، والعبادة شأنها شأن ذلك، فطائفة فرّطت في عبادة الله سبحانه، ولم تلق بالاً للأوامر الشرعية والشعائر الدينية، وهؤلاء هم العصاة، وطائفة غلت في العبادة، حتى خرجت عن المشروع، فابتدعوا المحدثات، وتعبدوا بالبدع، وطائفة اتبعت الحق وتوسطت الأمر واتبعت المنهج الوسط الذي يوازن بين حاجات الجسد وتطلعات الروح .
تلك كانت لمحة موجزة عن أهمية العبادة وشأنها في الإسلام، فينبغي على المسلم أن يحرص على التزود منها فرضا ونفلا، وأن يؤديها كما أرادها الله خالصة لوجهه من غير رياء ولا سمعة، صافية من البدع والأهواء، فمن حرص على ذلك كان حريا أن تقبل عبادته، وأن ينال رضا ربه، ويدخل جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
تعريف العبادة
لخص العلماء تعريف العبادة بقولهم: كل ما يحبه الله ويرضاه من الأفعال والأقوال الظاهرة والباطنة، فمثال الأفعال الظاهرة الصلاة، ومثال الأقوال الظاهرة التسبيح، ومثال الأقوال والأفعال الباطنة الإيمان بالله وخشيته والتوكل عليه، والحب والبغض في الله.
وأصل معنى العبادة مأخوذ من الذل، يقال طريق معبّدٌ إذا كان مذللا قد وطئته الأقدام، غير أن العبادة في الشرع لا تقتصر على معنى الذل فقط، بل تشمل معنى الحب أيضا، فهي تتضمن غاية الذل لله وغاية المحبة له، فيجب أن يكون الله أحبَّ إلى العبد من كل شيء، وأن يكون الله عنده أعظم من كل شيء .
شروط صحة العبادة
لصحة العبادة شرطان:
أحدهما: أن لا يعبد إلا الله، وهو الإخلاص الذي أمر الله به، ومعناه أن يقصد العبد بعبادته وجه الله سبحانه، قال تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة }(البينة:5). وقال صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) رواه مسلم وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " اللهم اجعل عملي كله صالحا، واجعله لوجهك خالصا، ولا تجعل لأحد فيه شيئا ".
والثاني: أن يعبد الله بما أمر وشرع لا بغير ذلك من الأهواء والبدع، قال تعالى: { أَم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله }(الشورى: 21)، وقال تعالى: { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }(الكهف:110) وقال صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) متفق عليه. وقال الفضيل بن عياض في قوله تعالى:{ ليبلوكم أيكم أحسن عملا }(هود: 7) قال أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال: العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا، والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة .
أقسام عبودية الناس لربهم :
الناس في عبوديتهم لربهم على قسمين:
القسم الأول عبودية قهر: وهذه لا يخرج منها أحد من مؤمن أو كافر، ومن بر أو فاجر، فالكل مربوب لله مقهور بحكمه خاضع لسلطانه، فما شاء الله كان وإن لم يشاؤوا وما شاؤوا إن لم يشاء لم يكن، كما قال تعالى:{ أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون }(آل عمران:33).
القسم الثاني عبودية تكليف: وهي عبودية شرعية دينية، وهي طاعة الله ورسوله، وهي التي يحبها الله ويرضاها، وبها وصف المصطفين من عباده، وهذه العبودية اختيارية من حيث القدر، فمن شاء آمن ومن شاء كفر، ومرد الجميع إلى الله تعالى ليحاسبهم على أعمالهم .
آثار العبادة على الخلق
لعبادة الله أعظم الأثر في صلاح الفرد والمجتمع والكون كله، فأما أثر العبادة على الكون وعلى البشرية عامة فهي سبب نظام الكون وصلاحه، وسبيل سعادة الإنسان ورفعته في الدنيا والآخرة، وكلما كان الناس أقرب إلى العبادة كان الكون أقرب إلى الصلاح، والعكس بالعكس، فإن انهمكوا في المعاصي والسيئات وتركوا الواجبات والطاعات كان ذلك مؤذنا بخراب الكون وزواله، ومن تأمل كيف أن القيامة لا تقوم إلا على شرار الخلق حين لا يقال في الكون كله " الله الله " علم صحة ما ذكرنا.
والعبادة هي الزمام الذي يكبح جماح النفس البشرية أن تلغ في شهواتها، وهي السبيل الذي يحجز البشرية عن التمرد على شرع الله تعالى، قال تعالى : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر }(العنكبوت:45) فالعبادة ضمانة أخرى من أن تنحرف البشرية في مهاوي الردى وطرق الضلال.
والعبادة سبب للرخاء الاقتصادي واستنزال رحمات الله وبركاته على البلاد والعباد، قال تعالى: { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض }( الأعراف:96).
هذا فيما يتعلق بآثار العبادة على الكون كله وعلى البشرية جمعاء، أما آثارها فيما يتعلق بالفرد فيمكن إيجاز ذلك في أمور:
الأمر الأول: طمأنينة القلب وراحته ورضاه، قال تعالى : { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب }(الرعد:28).
الأمر الثاني: نور الوجه، قال تعالى: { سيماهم في وجوههم من أثر السجود }(الفتح:29) وقال عن الكافرين:{ والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }(يونس:27).
الأمر الثالث: سعة الرزق والبركة فيه، ويدل على ذلك قصة أصحاب الجنة الذين بارك الله لهم في جنتهم في حياة والدهم بطاعته ورحمته بالفقراء، حتى إذا مات وورثوا الأرض من بعده عزموا على حرمان الفقراء، فأرسل الله على جنتهم صاعقة فجعلتها كالصريم محترقة سوداء كالليل البهيم، قال تعالى: { إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون }(القلم:17).
روح العبادة
لا يخفى أن العبادة روح ولب وعلاقة تواصل بين العبد وربه سبحانه، فإذا اقتصرت العبادة على الحركات، وتخلف عنها لبها وجوهرها من الخشوع والخضوع لله والذل والانكسار بين يديه، كان العبد مؤديا لصورة العبادة لا لحقيقتها، فشرود القلب وغفلته في أداءه للعبادة من أعظم الآفات التي تؤدي لعدم قبول العمل، ولتجاوز هذا ذكر العلماء أسبابا لبعث الروح في عباداتنا منها:
1- تحديث القلب وتذكيره بالتعبد لله سبحانه، وأن سعادته في إحسان عبادته لربه والقيام لله بحقه.
2- التهيؤ للعبادة والاستعداد لها، ويكون التهيؤ لكل عبادة بحسبه، فالتهيؤ للصلاة بالوضوء والحضور إلى المسجد مبكراً، قال سعيد بن المسيب رحمه الله: " ما دخل علي وقت صلاة إلا وقد أخذت أهبتها "، وقال ربيعة بن يزيد رحمه الله: " ما أذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد، إلا أن أكون مريضا أو مسافرا ".
3- الابتعاد عما يشوش القلب أثناء العبادة كالأصوات والزخارف ونحوها، فقد أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيته خميصة – ثوبا – له أعلام قائلا: ( ألهتني آنفا عن صلاتي ) متفق عليه .
4- الإقبال على العبادة بقلب فارغ من مشاغل الدنيا وملهياتها، ففي البخاري تعليقا عن أبي الدرداء رضي الله عنه: " من فقه المرء إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ " كل هذا من أجل أن ينخلع القلب من علائق الدنيا وينجذب إلى حقيقة العبادة، ويجتمع في قلب العبد وفكره ووجدانه الاتجاه إلى الله تعالى.
5- التنويع في أداء العبادة على جميع صفاتها الواردة حتى لا تتحول العبادة إلى حركات ديناميكية يفعلها العبد دون شعور بالفرق بين عبادة الأمس وعبادة اليوم، ولعل ذلك من حكم التنويع في صفات العبادات، فمن قرأ دعاء الاستفتاح في صلاة بصيغة فليقرأه في صلاة أخرى بصيغة أخرى من الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أ
والتنويع في صفات العباة بما يوافق السنة الصحيحة له أثر في طرد ما قد يطرأ على العبادة من صفة العادة والرتابة التي تضعف تأثير العبادة على القلب.
مواقف الناس في عبادتهم لربهم
ما من حسنة إلا وللشيطان فيها نزغتان، نزغة إلى إفراط ونزغة إلى تفريط، ودين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه، والعبادة شأنها شأن ذلك، فطائفة فرّطت في عبادة الله سبحانه، ولم تلق بالاً للأوامر الشرعية والشعائر الدينية، وهؤلاء هم العصاة، وطائفة غلت في العبادة، حتى خرجت عن المشروع، فابتدعوا المحدثات، وتعبدوا بالبدع، وطائفة اتبعت الحق وتوسطت الأمر واتبعت المنهج الوسط الذي يوازن بين حاجات الجسد وتطلعات الروح .
تلك كانت لمحة موجزة عن أهمية العبادة وشأنها في الإسلام، فينبغي على المسلم أن يحرص على التزود منها فرضا ونفلا، وأن يؤديها كما أرادها الله خالصة لوجهه من غير رياء ولا سمعة، صافية من البدع والأهواء، فمن حرص على ذلك كان حريا أن تقبل عبادته، وأن ينال رضا ربه، ويدخل جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
Mon Jan 24, 2011 4:51 pm by hossam Masri
» Muslims Majority in Europe Within 20 Years
Mon Jan 24, 2011 11:01 am by hossam Masri
» A Conversation with Ingrid Mattson
Mon Jan 24, 2011 10:46 am by hossam Masri
» القران الكريم Quran Mishary Alafasy
Sun Jan 23, 2011 2:27 am by hossam Masri
» صفحة الشيخ مشاري راشد العفاسي
Sun Jan 23, 2011 2:20 am by hossam Masri
» بر الوالدين طريقك إلى الجنة
Fri Jan 21, 2011 1:57 am by hossam Masri
» مليار وأربعون مليون وتسعمائة وثلاثة وسبعون ألف وثمانمائة وأربعة وعشرون حسنة
Fri Jan 21, 2011 1:43 am by hossam Masri
» سمية علي الديب في برنامج علم القرآن على قناة أزهري
Tue Jan 18, 2011 5:44 pm by hossam Masri
» قناة أزهرى برنامج علم القرآن الحقة
Tue Jan 18, 2011 5:12 pm by hossam Masri
» تحزيرنرجوا من الأخوة الأعضاء في الفيس بوك
Tue Jan 18, 2011 11:18 am by hossam Masri
» çocuk hafız sümeyye eldeb
Tue Jan 18, 2011 11:08 am by hossam Masri
» çocuk hafız sümeyye eldeb
Tue Jan 18, 2011 10:50 am by hossam Masri
» Somaya Abdul Aziz Eddeb - Surat Al Shams
Tue Jan 18, 2011 10:21 am by hossam Masri
» Summaya Eddeb--Surah Al Fajr
Tue Jan 18, 2011 10:12 am by hossam Masri
» Blind Student Recites Quran
Tue Jan 18, 2011 10:07 am by hossam Masri
» Little Boy Recites Quran
Tue Jan 18, 2011 10:01 am by hossam Masri
» Solutions: How to Deal With the Quran
Tue Jan 18, 2011 9:52 am by hossam Masri
» Solutions: Being Dutiful to Parents
Tue Jan 18, 2011 9:38 am by hossam Masri
» Solutions: The Concept of Worship in Islam
Tue Jan 18, 2011 9:31 am by hossam Masri
» Why a man can have four wives while a woman can not have more than one husband?
Tue Jan 18, 2011 9:23 am by hossam Masri
» Why a man can have four wives while a woman can not have more than one husband?
Tue Jan 18, 2011 9:22 am by hossam Masri
» Misrepresentation and lies about the Qur'an
Tue Jan 18, 2011 9:13 am by hossam Masri
» Sh. Yusuf Estes' Advice to Muslims
Tue Jan 18, 2011 8:49 am by hossam Masri
» How does Islam say to deal with Non Muslims?
Tue Jan 18, 2011 8:44 am by hossam Masri
» Priests and Preachers enter Islam
Tue Jan 18, 2011 8:38 am by hossam Masri
» لا تعرض نفسك للفتنة
Tue Jan 18, 2011 8:12 am by hossam Masri
» Learn Tajweed with Shaikh Yasir Qadhi
Sat Jan 15, 2011 7:46 pm by hossam Masri
» 7 - Learn Tajweed with Shaikh Yasir Qadhi - The Noble Emissaries (As-Safara Al-Keram)
Sat Jan 15, 2011 7:43 pm by hossam Masri
» 6 - Learn Tajweed with Shaikh Yasir Qadhi - The Noble Emissaries (As-Safara Al-Keram)
Sat Jan 15, 2011 7:40 pm by hossam Masri
» 5 - Learn Tajweed with Shaikh Yasir Qadhi - The Noble Emissaries (As-Safara Al-Keram)
Sat Jan 15, 2011 7:38 pm by hossam Masri
» 4 - Learn Tajweed with Shaikh Yasir Qadhi - The Noble Emissaries (As-Safara Al-Keram)
Sat Jan 15, 2011 7:35 pm by hossam Masri
» 3 - Learn Tajweed with Shaikh Yasir Qadhi - The Noble Emissaries (As-Safara Al-Keram)
Sat Jan 15, 2011 7:32 pm by hossam Masri
» 2 - Learn Tajweed with Shaikh Yasir Qadhi - The Noble Emissaries (As-Safara Al-Keram)
Sat Jan 15, 2011 7:27 pm by hossam Masri
» 1 - Learn Tajweed with Shaikh Yasir Qadhi - Introduction - The Noble Emissaries (As-Safara Al-Keram)
Sat Jan 15, 2011 7:24 pm by hossam Masri
» Quran Subjects
Sat Jan 15, 2011 2:34 am by hossam Masri
» حج المرأة
Sat Jan 15, 2011 2:19 am by hossam Masri
» تعريف الاسلام The definition of Islam
Wed Jan 12, 2011 4:50 pm by hossam Masri
» الوحدة الوطنيه في مصر المسلم والقبطى أخوه بوحدة الدم والأرض
Mon Jan 10, 2011 2:37 pm by hossam Masri
» كيف كرم النبي محمد أقباط مصر
Mon Jan 10, 2011 2:22 pm by hossam Masri
» الأرض المقدسة - حب الأقصى
Mon Jan 10, 2011 11:29 am by hossam Masri
» التيه - اليقين في الله
Mon Jan 10, 2011 11:21 am by hossam Masri
» قصة نبى الله موسى والخضر - قصص القرآن عمرو خالد
Mon Jan 10, 2011 11:12 am by hossam Masri
» قصة السيدة مريم - قصص القرآن عمرو خالد
Mon Jan 10, 2011 10:59 am by hossam Masri
» سيدنا يوسف وفتنة النساء- كنوز - عمرو خالد
Mon Jan 10, 2011 10:53 am by hossam Masri
» قبل بدء الخلق- كنوز 1- عمرو خالد
Sun Jan 09, 2011 6:46 pm by hossam Masri
» قبل بدء الخلق- كنوز 1- عمرو خالد
Sun Jan 09, 2011 6:45 pm by hossam Masri
» هل صوت المرأة عورة؟؟
Thu Jan 06, 2011 3:31 pm by hossam Masri
» (الإسلام بكل لغات العالم) Islam in all languages of the world
Wed Jan 05, 2011 10:55 am by hossam Masri
» Islam Türkçe
Wed Jan 05, 2011 10:50 am by hossam Masri
» Islam Nederlands
Wed Jan 05, 2011 10:46 am by hossam Masri
» Islam Italiano
Wed Jan 05, 2011 10:42 am by hossam Masri
» Islam Indonesia
Wed Jan 05, 2011 10:40 am by hossam Masri
» Islam Français
Wed Jan 05, 2011 10:38 am by hossam Masri
» Islam Español
Wed Jan 05, 2011 10:35 am by hossam Masri
» Islam English
Wed Jan 05, 2011 10:33 am by hossam Masri
» Islam Deutsch
Wed Jan 05, 2011 10:30 am by hossam Masri
» Islam Bosanski
Wed Jan 05, 2011 10:27 am by hossam Masri
» Islam Azərbaycanca
Wed Jan 05, 2011 10:25 am by hossam Masri
» حتى لا تشتعل مصر
Wed Jan 05, 2011 9:13 am by hossam Masri
» Islam in Spanish - ISLAM EN ESPAÑOL 1/7
Wed Jan 05, 2011 6:14 am by hossam Masri
» رسالة لكل من تحب على الأنترنت رسالة هامة
Wed Jan 05, 2011 5:52 am by hossam Masri
» A) The Quran on Human Embryonic Development:
Mon Jan 03, 2011 6:59 pm by hossam Masri
» Some Basic Islamic Beliefs
Mon Jan 03, 2011 6:35 pm by hossam Masri
» Welcome to The Quran DVDWelcome to The Quran DVDWelcome to The Quran DVD
Sun Jan 02, 2011 4:44 pm by hossam Masri
» learn an Arabic Language.
Sun Jan 02, 2011 4:33 pm by hossam Masri
» Honey kills Bacteria that resist antibiotics
Sat Jan 01, 2011 9:05 pm by hossam Masri
» انا مصرى ضد الارهاب ودعوه جماعيه
Sat Jan 01, 2011 8:40 pm by hossam Masri
» ھۆججەت ئۇلىنىشى islamhouse
Mon Dec 27, 2010 9:02 am by hossam Masri
» ھۆججەت ئۇلىنىشى islamhouse
Mon Dec 27, 2010 9:02 am by hossam Masri
» روزا ھەققىدە 70 مەسىلە
Mon Dec 27, 2010 8:56 am by hossam Masri
» پەزىلەتلىك شەيخ مۇھەممەد سالىھ ئەلمۇنەججىد
Mon Dec 27, 2010 8:52 am by hossam Masri
» The Right Creed from the Book and the Sunnah
Mon Dec 27, 2010 8:35 am by hossam Masri
» موقع العفاسي Site .alafasy
Mon Dec 27, 2010 4:00 am by hossam Masri
» Relief through Supplication
Sun Dec 26, 2010 6:23 pm by hossam Masri
» )))))Huda TV
Sun Dec 26, 2010 6:05 pm by hossam Masri
» نعمة الإيمان
Sat Dec 25, 2010 4:09 pm by hossam Masri
» سيرة مصعب بن عمير رضي الله عنه
Sat Dec 25, 2010 3:21 pm by hossam Masri
» رساله الي ارهابي
Fri Dec 24, 2010 10:36 pm by hossam Masri
» محمد رسول الله صل الله عليه وسلم
Wed Dec 22, 2010 12:43 am by hossam Masri
» جسم الإنسان فى القرآن
Tue Dec 21, 2010 11:15 am by hossam Masri
» لأعمال التي تدخل صاحبها النار؛؛أسماء المبشرون بالنار .
Tue Dec 21, 2010 8:06 am by hossam Masri
» Insha Allah
Mon Dec 20, 2010 5:53 pm by hossam Masri
» LOVE IN ISLAM
Mon Dec 20, 2010 5:34 pm by hossam Masri
» Islam is the way of life for those who believe in God and want to live a life in worship and obedience to none but God.
Mon Dec 20, 2010 4:42 pm by hossam Masri
» CNN Reports: Powerball is Fireball
Mon Dec 20, 2010 4:25 pm by hossam Masri
» NO ALCOHOL, ABSOLUTELY AND POSITIVELY! لا الكحول، تماما وبشكل إيجابي!
Mon Dec 20, 2010 4:08 pm by hossam Masri
» The Islamic Wills الوصايا الإسلامية
Mon Dec 20, 2010 4:02 pm by hossam Masri
» العلاقة بين الوالدين والطفل في الإسلام Parent-Child Relationship in Islam
Mon Dec 20, 2010 3:58 pm by hossam Masri
» Family - Basis for Society
Mon Dec 20, 2010 3:43 pm by hossam Masri
» الطريق الروحي للإسلام The Spiritual Path of Islam
Mon Dec 20, 2010 3:21 pm by hossam Masri
» Social System of Islam
Mon Dec 20, 2010 3:02 pm by hossam Masri
» The Islamic Concept of Life
Mon Dec 20, 2010 2:50 pm by hossam Masri
» Parent-Child Relationship in Islam
Mon Dec 20, 2010 2:33 pm by hossam Masri
» Translation of the meaning of the Holy Quran in Russian Language - Al-Fatiha and Chapter Amma
Mon Dec 20, 2010 12:26 am by hossam Masri
» هل اقتبس القران من كتب اليهود والنصاري
Sun Dec 19, 2010 6:55 pm by hossam Masri
» دوعاو ئهذكارو ئاداب بۆ منداڵان له سوننهتی صهحیحی پێغهمبهرمان صلى الله عليه وسلم
Sat Dec 18, 2010 5:42 pm by hossam Masri
» دوعاو ئهذكارو ئاداب بۆ منداڵان له سوننهتی صهحیحی پێغهمبهرمان صلى الله عليه وسلم
Sat Dec 18, 2010 5:40 pm by hossam Masri
» حوكمی لهبهركردنی جل وبهرگ كه وێنهی تێدایه
Sat Dec 18, 2010 5:26 pm by hossam Masri
» لێكۆڵینهوهیهكی فقهی سهبارهت بهڕۆژووی مانگی شهعبان
Sat Dec 18, 2010 5:18 pm by hossam Masri